لم يعد برنامج أطفال الأنابيب مجرد خدمة طبية و إنما تجاوزت الحالة حدود الطب إلى أن وصلت ذروة التقاطعات بين الطب و الاقتصاد و المجتمع و الدين و العرف الاجتماعي و مطرقة القانون ، كيف لا و ما يباح هنا ممنوع هناك و ما يسمح به هناك يسمح له هنا بحدود و ما هو مختلف عليه تقع علية أعباء الأثمان المالية و بين كل هذا زوجين يحلمان ببساطة بتحقيق غريزة عفوية و هبة من الخالق كانت في معظم حالاتها عفوية إلا أنها تقاطعت فيما ذكر اعلاه
لكلا الزوجين الموضوع لا يتجاوز غريزة بتحقيق حالة أسرية من البساطة ما كان أنها زجت بهم في معترك صعب و يتجاوز حدود الاختيار إلى حدود المصاعب المالية و صعوبة الاختيار و كذلك صعوبة متابعة ما ينفجر به العلم يوميًا لا سيما هذا السيل المتواصل من التطورات و الذي يلقي بدوره ثقل على كاهل الاسرة أثقل من الهدف الرئيس و هو الإنجاب
الإقبال العالمي الشديد و المتزايد على برنامج أطفال الأنابيب أدخل الاقتصاد بشكل مؤثر في هذا الحقل حتى أدى هذا الطلب إلى ارتفاع تكاليف المواد المستخدمة من محرضات الإباضة إلى الأجهزة و المواد التقنية المستخدمة في المختبرات ، هذا التنافس الشديد بدوره أفضى إلى ارتفاع جودة التصنيع و ارتفاع المعايير بشكل جعل التنافس في مصلحة متلقي الخدمة من ناحية إلا انه في كفة الميزان الأخرى رفع من قيمة الإجراء كنتيجة للمنافسة الشديدة و ارتفاع معايير المواد
البحث العلمي و جنون البحث العلمي فتح الأبواب على مصراعيها لانتقال خدمة برنامج أطفال الأنابيب من مجرد خدمة الإنجاب إلى تفادي الكثير من الأمراض الوراثية و غير الوراثية و معرفة جنس الجنين و تمايز تقنيات الكشف المبكر عن تلك الأمراض سواء حدث الحمل بالشكل العفوي أو بطرق المساعدة
انفجار البحث العلمي جعل كثير من الأفكار التى كانت مجرد أحلام تمسي حقيقة بعضها تم تطبيقه و بعضها الآخر يلامس ملامح الحقيقة برسم الوقت لا أكثر
تقنية أطفال الأنابيب أثرت على المجتمع العربي خاصة و العالم أجمع بتغيرات حقيقية ملحوظة و ملموسة ، بين الخجل و الحياء من إظهار حقيقة المشكلة مجتمعيًا إلى التصريح بها بل و أحيانا إلى الحديث عنها و عن مزاياها بشكل واضح و صريح ، خصوصًا ما تعلق منها في برنامج معرفة جنس الجنين حيث أصبح هذا الإجراء من الشيوع ما يقلل من تأثير الخجل من التصريح من قبل الكثير من الأسر في دور هذا الإجراء في تحقيق سواء التوزان في جنس الأطفال ضمن الأسرة الواحدة أو دوره في التخلص من الأمراض الوراثية و انتقالها إلى الأجيال الأخرى ، و هذا بعيد عن الطمأنينة النفسية على الأجيال القادمة فإنه أثر و بشكل ملحوظ على نشر إيجابية هذا الاجراء ( أطفال الانابيب ) بدلًا من الحياء أو الشعور بالنقص من عدم القدرة على الانجاب بالشكل العفوي
بين الشريعة و القانون فإن برنامج أطفال الانابيب فتح العديد من الملفات للنقاش بين شرعية و أخلاقية بعض الاجراءات و بين رأي القانون كضابط لسلوك المؤسسات الطبية
هذا و أغلقت العديد من الملفات و تم البت فيها فإن هناك العديد من التحديات التي سوف تبقى على طاولة الشريعة و القانون و التي لها إمكانية عملية إلا أن الشرع و القانون لهما القرار الرئيس بين الايضاح والتفسير و بين القرار المنظم لأمور الأسرة و المجتمع و الدول في كل أصقاع الدنيا
كطبيب فإني أستمتع في هذة المعمعة من التداخلات المختلفه .. و إن كان دور الطبيب كمقدم خدمة طبية جليلة إلا أنني لن أخفي تلك الابتسامة المتناقضة و التي ترتسم على وجوهنا عند انتقاء الأفضل و الأميز لصالح الأسر ذوي الحاجة
إن دورنا كأطباء يلقى علينا ثقل بوزن السعادة و بوزن الأمومة و بوزن مقارعة شراسة الإنفاق المالي و بين احترام الشرع و العرف و القانون ، ثقلا لا يزيدنا إلا مسؤولية و متعة و سعادة عن كل حالة نرسم فيها الابتسامة ما سمحت مداركنا بفعلها
د.محمد الزير